وتسعى جوجل من خلال خدمة Project Fi إلى تغيير الطريقة التي يتم فيها احتساب رسوم الاتصالات على المستخدمين. إذا يدفع أصحاب الهواتف الذكية عادةً لشركات الاتصالات اللاسلكية مثل AT&T و Verizon قيمة ثابتة محدودة بكمية معينة من البيانات. وذكرت جوجل أنها ستجعل العملاء يدفعون فقط ثمن البيانات التي يستخدمونها على هواتفهم الذكية، وذلك لإجراء المكالمات والاستماع للموسيقا واستخدام التطبيقات، الأمر الذي سيوفر عليهم مبالغ ملحوظ مقارنة مع الفواتير التي يدفعونها حالياً.
وتتوفر هذه الخدمة حالياً عبر نظام الدعوات فقط، وهي محصورة فقط بهواتف Nexus 6. ويمكن لجميع أصحاب هواتف Nexus 6 في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا طلب دعوة عبر الموقع الرسمي المخصص لخدمة Project Fi.
وقال نك فوكس، نائب رئيس منتجات الاتصالات في جوجل، في بيان حول خدمة Project Fi: “من المهم أن يواكب الاتصال اللاسلكي الاتصال الخلوي وأن يكون سريع في كل مكان، وسهل الاستخدام، ومتوفر للجميع”.
وتمثل خدمة جوجل اللاسلكية الجديدة تحولا في جهودها لإعادة صياغة قطاع الاتصالات اللاسلكية. وبدأت هذه الجهود في عام ٢٠٠٥، عندما قامت الشركة بشراء برمجية أندرويد المخصصة للهواتف الذكية وبدأت بتزويدها لمصنعي الهواتف مثل سامسونج وغل جي ولينوفو. المنافسون مثل مايكروسوفت عادة يفرضون رسوما على برمجياتهم. وقد نجحت جوجل في خطتها، فاليوم، نظام أندرويد معتمد في أكثر من ٨٠٪ من الهواتف الذكية في العالم، ويتمتع بتأثير ملحوظ على قطاع الاتصالات الاسلكية.
وتتمثل الخطوة القادمة بالنسبة لجوجل في كيفية إيصال الاتصالات اللاسكلية والخلوية للمستخدمين. وقالت جوجل إنها ستقدم باقة واحدة مقابل سعر واحد يبلغ ٢٠ دولار شهريا تشمل المكالمات والرسائل وتصدير الواي فاي وتغطية دولية في أكثر من ١٢٠ دولة. ومن ثم ستفرض ١٠ دولار مقابل كل جيجابايت من البيانات شهرياً. ولكن إن لم يقوم المستخدم باستهلاك كافة البيانات التي قام بشرائها، ستقوم جوجل بإعادة الرصيد إليه. وهذه الخدمة لن تتطلب توقيع عقد سنوي.
وبهذا فإن جوجل لا تقدم طريقة مختلفة لفوترة العملاء فحسب، وإنما ستقدم أيضا تقنية جدية للمساح للمستخدمين بالتحول بين إشارات الواي فاي والإشارات الخلوية أثناء إجراء الاتصال. إن هذه التقنية ستعمل على مساعدة جوجل في خفض التكاليف، وتساعد العملاء على تجنب الاعتماد على الشبكات الخلوية التي عادة ما يتم إجهادها بحركة مرور البيانات اللاسلكية. وستقوم هذه الخدمة بتخزين رقم المستخدم في خوادم جوجل، الأمر الذي سيتيح إمكانية استخدام رقم المستخدم لإجراء المكالمات وغرسال الرسائل من الهاتف أو الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر المحمول.
ويجب التوضيح هنا أن جوجل لا تبني شبكتها اللاسلكية الخاصة بها لتقديم هذه الخدمة، وبدلا من ذلك فإنها أبرمت اتفاقيات مع شركات الاتصالات الأمريكية مثل Sprint و T-Mobile لاستخدام شبكاتهم.
وعلى الرغم من ترحيب شركة Sprint بدخول جوجل في قطاع الاتصالات اللاسلكية بصفتها مزود خدمة، إلا أنه لايزال ثمة قلل لدى شركات الاتصالات اللاسلكية من هذه الخطوة، لاسيما مع مصادر جوجل المالية الضخمة وتأثيرها الكبير، ما يجعلها مؤهلة لأن تحدث هزة في قطاع الاتصالات برمته.
والجدير بالذكر أن شركات اتصالات لاسلكية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم تقديم مثل هذه الخدمة، بما فيها Republic Wireless و Scratch Wireless وهما اثنتين من الشركات الصغيرة.
وعملت جوجل على الانخراط في أعمال توفير الإنترنت بطرق متعددة ايضاً ولا تزال، حيث أطلقت مشروع Google Fiber لتقديم خدمات الإنترنت للمنازل والشركات في عام ٢٠١٠. ويقدم هذا المشروع خطوط إنترنت للمنازل والشركات في مدن مثل كنساس ستي وأوستن مقابل رسوم أقل بكثير من منافسين كبار مثل Comcast و AT&T وVerizon.
وتتطلع جوجل أيضاً إلى تقديم خدمتها في الدول النامية، حيث قامت بإيجاد طريقة لبث الاتصال بالإنترنت للمستخدمين في المناطق النائية من خلال مشروعها التي أطلقت عليه اسم Loon المعتمد على بالونات تطير عاليا في الهواء وتبث الإنترنت لاسلكيا. كما تعمل الشركة على إجراء اختبارات مع الأقمار الصناعية لذات الهدف.