ﺳﺒﺐ ضعف ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻧﺘﺒﻬﻮ !
ﻫﺬﻩ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ
ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎً، ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ....
ﺗﺆﻛﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺃﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﻦ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻳﺨﻔﺾ ﺃﺩﺍﺀﻫﻢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ. ﻭﺭﻛﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺝ.
ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺔ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﻮﺍﺑﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺋﺐ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺧﻼﻝ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺰﻭﻝ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ.
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻧﺪﺭﻙ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻗُﻞْ ﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢْ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺯْﻛَﻰ ﻟَﻬُﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﺼْﻨَﻌُﻮﻥَ) [ﺍﻟﻨﻮﺭ: 30].
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺼﻴﻐﺔ (ﻗُﻞْ ﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ) ﻟﻴﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺃﻥ ﻧﻐﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ.
ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﻂ ﻧﻈﺮ ﺷﻬﻮﺓ.
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ: (ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺯْﻛَﻰ ﻟَﻬُﻢْ)، ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﻌﻜﺮ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﻳﺸﻮﺵ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺩﻣﺎﻏﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ.
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﻛﻴﻒ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﺼْﻨَﻌُﻮﻥَ) ﻟﻴﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: (ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﺧَﺎﺋِﻨَﺔَ ﺍﻟْﺄَﻋْﻴُﻦِ ﻭَﻣَﺎ ﺗُﺨْﻔِﻲ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭُ) [ﻏﺎﻓﺮ: 19].
ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ r"]ﻟلﻌﻼﺝ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻥﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻣﻦعه من ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺎﺕ.
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ (ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ) ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻔﺮﺝ (ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢْ) ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﺎ ﺃﻱ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ، ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺾ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺲ ﺑﺤﻼﻭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﺑﺪﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻮﺭﺍً ﻳﺠﺪ ﺣﻼﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ... ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ!
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮﻛﻢ ﺑﺄﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ، ﻭﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﺼﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮ... ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﻬﺮﻧﺎ ﻭﻳﺰﻛﻴﻨﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: (ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﻳَﺘُﻮﺏَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻭَﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﺸَّﻬَﻮَﺍﺕِ ﺃَﻥْ ﺗَﻤِﻴﻠُﻮﺍ ﻣَﻴْﻠًﺎ ﻋَﻈِﻴﻤًﺎ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: 27].
ﻫﺬﻩ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ
ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎً، ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ....
ﺗﺆﻛﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺃﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﻦ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻳﺨﻔﺾ ﺃﺩﺍﺀﻫﻢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ. ﻭﺭﻛﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺝ.
ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺔ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﻮﺍﺑﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺋﺐ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺧﻼﻝ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺰﻭﻝ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ.
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻧﺪﺭﻙ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻗُﻞْ ﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢْ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺯْﻛَﻰ ﻟَﻬُﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﺼْﻨَﻌُﻮﻥَ) [ﺍﻟﻨﻮﺭ: 30].
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺼﻴﻐﺔ (ﻗُﻞْ ﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ) ﻟﻴﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺃﻥ ﻧﻐﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ.
ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﻂ ﻧﻈﺮ ﺷﻬﻮﺓ.
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ: (ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺯْﻛَﻰ ﻟَﻬُﻢْ)، ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﻌﻜﺮ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﻳﺸﻮﺵ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺩﻣﺎﻏﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ.
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﻛﻴﻒ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﺼْﻨَﻌُﻮﻥَ) ﻟﻴﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: (ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﺧَﺎﺋِﻨَﺔَ ﺍﻟْﺄَﻋْﻴُﻦِ ﻭَﻣَﺎ ﺗُﺨْﻔِﻲ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭُ) [ﻏﺎﻓﺮ: 19].
ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ r"]ﻟلﻌﻼﺝ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻥﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻣﻦعه من ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺎﺕ.
ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ (ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ) ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻔﺮﺝ (ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢْ) ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﺎ ﺃﻱ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ، ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺾ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺲ ﺑﺤﻼﻭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﺑﺪﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻮﺭﺍً ﻳﺠﺪ ﺣﻼﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ... ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ!
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮﻛﻢ ﺑﺄﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ، ﻭﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﺼﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﻳﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮ... ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﻬﺮﻧﺎ ﻭﻳﺰﻛﻴﻨﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: (ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﻳَﺘُﻮﺏَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻭَﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺍﻟﺸَّﻬَﻮَﺍﺕِ ﺃَﻥْ ﺗَﻤِﻴﻠُﻮﺍ ﻣَﻴْﻠًﺎ ﻋَﻈِﻴﻤًﺎ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: 27].