site hit counter -->

أسطورة النداهة 4:4

أسطورة النداهة 4:4


3 ««« سابق

بعد أن تعرفنا على النداهة وأحوالها وكيف تظهر للشخص المندوه واستعرضنا حكايات من رأوها أو نقلوا عن من رأوها، يأتى الآن أن نضع تلك الأسطورة فى الميزان لنكتشف هل هى حقيقة أم خيال أم وهم:

النداهة فى الميزان:

عادة أن الشعوب تلجأ إلى تفسير الأمور الغريبة و التى تستصعب على عقولهم قدر ثقافتهم و معرفتهم لذلك فربما من كانوا يجدونه مصاب بحالة نفسية أو بجنون يدعون أنه مندوه و ربما تجد أحد الرجال من هم ضحية للكبت العاطفى و المبتعدون عن النساء بارادتهم أو دونها يلجأون لفعل أشياء غريبة للفت الأنظار إليه، و ليثبت أنه مرغوب فيه من قبل امراة جميلة هي النداهة و بذلك لا يصبح منبوذ.
و التفسير الآخر أن في تلك المجتعات كانوا حرصين على الحفاظ على سلامة المرء و أخلاقه، و الحد من فعل الرذيلة فألّفوا تلك الأسطورة لعدم الخروج ليلا للحد من الرذيلة.

علم الاجتماع: النداهة هى القهر والرغبة الداخلية التى تسيطر على الإنسان وتدفعه إلى السعى لتحقيقها وإشباعها بكل شكل ممكن.

من قلب الظلام والمجهول تخرج تلك الجنية الجميلة التى لا تعود الحياة بعد لقائها أبدًا لما كانت عليه قبلها، ينقاد الرجل وراءها كالمسحور، يترك كل حياته وراءه ويتتبعها إلى حتفه مهما حذره الآخرون من أنها جنية تقوده نحو الموت. أحيانًا يجدونه جثة، وأحيانًا تكتفى الجنيّة الجميلة بإفقاده عقله.

«هذه الأسطورة التى حكاها الأجداد منذ زمن تتكرر الآن بشكل أو بآخر، حين تخطف النداهة العصرية الرجال من أسرهم وحياتهم ويتتبعونها إلى أن تنتهى حياتهم، ليس شرطًا أن يجدهم الناس جثة ولكن يكفى أن تدمر حياته تمامًا»، هكذا يعلق الدكتور مينا جورج، رئيس قسم التأهيل النفسى بمستشفى العباسية على الأسطورة، ويقول فى حوار صحفى لجريدة «اليوم السابع» «أعتقد أن هذه الأسطورة كان فى البداية وراءها النساء، فهى تحمل مدلولًا مجازيًا بأن الرجل الذى يهيم على وجهه خارج بيته معرض للإغواء من قبل امرأة جميلة تتسبب فى إفساد حياته إذا تتبعها ومشى وراءها. والظلام أو الليل قد يرمز إلى تتبع الرجل لشهوته، لأن الشهوة والخطأ يحدثان دائمًا فى الظلام وفى الخفاء، كما أنه من الموروث والشائع أن الرجل الذى يمشى وراء نزواته وشهوته يفقد عقله، وقد يرمز الظلام أيضًا إلى فترة تشهد فيها العلاقة بين الرجل وزوجته تدهورًا والكثير من المشكلات تجعله صيدًا مميزًا للجنية أو النداهة.

ويضيف: التفسير الشائع عن أن وراء الأسطورة كبتا عاطفيا يدفع الرجل للتوهم بأن هناك امرأة جميلة ترغب فيه بقوة قد يكون صحيحًا أيضًا، ولكن ذلك يحدث مع النساء أكثر من الرجال فالفتيات شائع بينهن توهم وجود عاشق مفتون بهن ويخشى مصارحتهن بحبه لأن هناك شيئا ما يعوقه، وهو فى الحقيقة لا يعرفهن من الأساس. ويتابع د. مينا جورج: يمكن تفسير الأسطورة بطريقة أخرى إيجابية وهى أن النداهة هى «الشغف» الخاص بكل شخص، لا سيما إذا كان مبدعًا، ويدفعه إلى أن يغير مسار حياته بأكمله ليتتبعه فإما ينجح وتكون النتيجة أعمالًا إبداعية وإما يقوده شغفه إلى الجنون، ولكن هذا لم يعد يحدث الآن، فالناس أصبحت أقل جرأة وشجاعة فى تتبع شغفهم بسبب ضغوط الحياة العصرية.

أما د. مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادى، فيرى أن «أثر النداهة لا يزال مستمرًا حتى الآن، وهو وراء الكثير من الجرائم التى ترتكب من أجل إشباع الرغبات أو تحقيق الثراء السريع وتعويض الحرمان، فالنداهة هى الرغبة الداخلية التى تسيطر على الإنسان بشكل جنونى وتدفعه إلى السعى لتحقيقها وإشباعها بكل شكل ممكن، مهما كانت العواقب، وهى الإحساس بالقهر النفسى والاجتماعى والذى لا يشترط أن يكون ناتجًا عن التعرض للظلم فقط، ولكن القهر أيضًا يأتى من شعور الإنسان بقلة الحيلة وعدم القدرة على تحقيق أحلامه أو حتى إشباع شعوره بالحرمان الشديد من شىء ما».

رأيي الشخصي هو أن النداهة ماهى إلا حلم يقظة يتوهم الإنسان أنه يسمع صوت أنثوى ليري امرأة جميلة فيتخيلها ويتحدث إليها وهو فى الحقيقة يحدث نفسه ويستمع لرده الداخلى على حديثه، والسبب فى ذلك هى دوافع أو ضغوطات كثيرة تزج بالشخص إلى ذلك التوهم.

موضوع : أسطورة النداهة 4:4
100 من 100 | 100 تقييم من المستخدمين و 94 من أراء الزوار
القسم: عنوان الخبر: أسطورة النداهة 4:4المصدر: فرجة اونلاين

    إرسال تعليق