لكي تنجح في عملك وفي حياتك، لا تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا، بل يجب عليك أن تبدأ في التغيير والتجديد، ولكن دون أن تفقد جوهرك، ولكن لا يفترض أن يكون تحسين حياتك عبارة عن لفتة واحدة كبيرة، فبدلاً من ذلك، يمكنك العمل عليه بالتدريج وباستمرار، فهي عادة ما يتعلق الأمر كله بالأمور التي تقوم بها كل يوم.
نحن نعيش حياة واحدة، لذا من الضروري أن نحاول جعلها حياة مهمة وناجحة وأكثر سعادة، وربما ليس كل شخص لديه كل الوقت للتفكير في تحسين ذاته وتنمية شخصيته وتغيير روتين حياته للأفضل، خاصة عندما يكون هناك عمل وعائلة وأمور أخرى تأخذ معظم وقته، ويكون من الصعب الاستمرار في التحرك والتحسن على الرغم من الظروف.
ومن ناحية أخرى، نجد أن أولئك الذين يستمرون بخطى ثابتة للأمام، والذين لديهم عقلية النمو والتحسن، ويصرون على تغيير حياتهم للأفضل هم من يخرجون بشخصية أفضل، فإن القيام بهذه الأشياء البسيطة كل يوم حتماً تؤدي إلى تكوين عادات تجعل الحياة أفضل وأكثر سعادة لك ولمن حولك.
لذا عليك أن تعمل جاهداً لتحدد لنفسك أهدافًا معينة في الحياة وتبدأ في العمل على تحقيقها، وبذلك سوف تقوم تلقائيًا بتحسين نوعية حياتك، ولكن كيف يمكنك تحسين حياتك، وتغييرها للأفضل؟ وكيف لك أن تتأكد من أن حياتك تتحسن كل يوم؟
للإجابة على ذلك، كل ما عليك فعله هو أن تقوم بتجربة هذه الأنشطة التي سنقوم بسردها بشكل يومي، وإن لم يكن جميعها فيكفي بعضها في البداية حتى تستطيع أن تقوم بها بشكل يومي، ستتأكد أن هذه الأنشطة ستساعدك على أن تصبح "أنت" أفضل، سواء كان ذلك يعني زيادة ثقتك بنفسك، أو تقليل التوتر، أو إنشاء علاقات أعمق، أو أن تصبح أكثر صحة وأكثر سعادة.
هذه الأشياء العشرة التي يجب عليك فعلها كل يوم لتحسين حياتك، وهي بسيطة للغاية، وكن على ثقة أنه يمكن للتغييرات البسيطة هذه أن تحسن حياتك بشكل كبير وسريع. إليك الـ 10 أشياء التي يجب عليك فعلها كل يوم من أجل حياة أكثر سعادة وإرضاءً.
1. أخرج في الطبيعة:
يعتبر مجرد التواجد في الطبيعة، أو حتى مشاهدة المناظر الطبيعية، يقلل من الغضب والخوف والضغط ويزيد من المشاعر الممتعة، وأيضاً التعرض للطبيعة لا يجعلك تشعر بتحسن عاطفي فحسب، بل يساهم أيضًا في صحتك الجسدية، ويقلل من ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وتوتر العضلات، وإنتاج هرمونات التوتر.
ربما تستخف بجدية بمدى أهمية ذلك الخروج إلى الطبيعة بشكل يومي، إن التواجد في الطبيعة يجعلك أكثر إبداعًا، ويحسن ذاكرتك، وقد يجعلك شخصًا أفضل، وقضاء الوقت في المساحات الخضراء أو إدخال الطبيعة في حياتك اليومية يمكن أن يفيد صحتك العقلية والجسدية، وتساعدك على قضاء بعض الوقت وتشعر بمزيد من الاسترخاء، وتحسن صحتك الجسدية، وتحسن ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، وتساعدك على أن تكون أكثر نشاطًا، وتساعدك على تكوين اتصالات جديدة مع أناس أخرين.
وجدت الأبحاث كثيرة أجريت في المستشفيات والمكاتب والمدارس أنه حتى النبات البسيط في الغرفة يمكن أن يكون له تأثير كبير على التوتر والقلق، بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبيعة تساعدنا في التغلب على الألم، وقد تم إثبات ذلك بشكل جيد في دراسة أجراها الطبيب روبرت أولريش، على المرضى الذين خضعوا لجراحة المرارة، ووضع نصف المرضى في غرف تطل على الأشجار والنصف الآخر في غرف تطل على الحائط، وأثبتت الدراسة أن المرضى الذين ينظرون إلى الأشجار يتحملون الألم بشكل أفضل، ويقضون وقتًا أقل في المستشفى، كما وأظهرت دراسات حديثة نتائج مماثلة مع مشاهد من الطبيعة والنباتات في غرف المستشفى.
2. مارس التمارين الرياضية:
أثبتت دراسات لا حصر لها أن أنواع كثيرة من التمارين الرياضية، مثل المشي إلى ركوب الدراجات والركض، تجعل الناس يشعرون بتحسن ويمكنهم حتى تخفيف أعراض الاكتئاب لديهم، فالتمارين الرياضية تؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في الدماغ - السيروتونين والنورادرينالين والإندورفين والدوبامين - التي تخفف الألم وتفتح المزاج وتخفف التوتر.
وسواء كان الأشخاص يمارسون تمارين خفيفة، مثل المشي، أو أنشطة عالية الكثافة، على سبيل المثال، ركوب الدراجات الشاقة أو تدريب الوزن، فإن التمارين المنتظمة توفر مجموعة كبيرة من الفوائد للجسم والعقل، ونحن جميعاً نعرف مدى أهمية التمارين الرياضية لصحة الإنسان، لكن قلة من الناس يفعلون ذلك بإستمرار.
للتمارين الرياضية فوائد صحية لا يتسع المجال لذكرها، ولكن يكفي أن تعلم أن ممارستها يجعلك أكثر ذكاء، أكثر سعادة، ويحسن النوم لديك، وزيادة في الرغبة الجنسية و يجعلك تشعر بالرضا عن جسمك، ومن المهم الانخراط في نشاط بدني يومياً لزيادة معدل ضربات القلب إلى ما بعد مستويات الراحة، وللحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، ويجب عليك أن تعلم أن المشاركة في التمارين الرياضية يومياً أمرًا ضروريًا للوقاية من مجموعة كبيرة من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى.
3. اقضي وقتاً مع العائلة والأصدقاء:
أعتبر الأخصائيين الإجتماعيين أن العلاقات الإجتماعية أحد أكبر مصادر السعادة في حياتنا، وعلى العكس فإن الوحدة يمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري، وأظهرت الأبحاث في هذا المجال أن الأشخاص الأطول عمرًا على هذا الكوكب جميعًا يركزون تركيزًا قويًا على المشاركة الاجتماعية والعلاقات الجيدة، والتي يعتبرها الكثيرون أنها أكثر أهمية لحياة طويلة من ممارسة الرياضة، الأصدقاء هم مفتاح تحسين حياتك، وكذلك أثبتت الدراسات أن مقدار الوقت الذي تقضيه مع العائلة والأصدقاء، يساعدك بدرجة كبيرة على تعزيز السعادة، وأن قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء يحدث فرقًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بالسعادة، فالوقت الاجتماعي مهم بشكل خاص للسعادة، حتى بالنسبة للانطوائيين.
العلاقات الإجتماعية وقضاء الوقت مع عائلتك وأصدقائك يحسن الصحة العقلية، ويقلل من حدوث الاكتئاب والقلق والأمراض العقلية الأخرى بشكل كبير، ويكفي كونك حاضرًا جسديًا مع أفراد عائلتك وأحبائك، فهذا يخلق دعمًا عاطفيًا قويًا لك في تحديات الحياة، وهناك فوائد كثيرة لقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، فالإنسان بطبيعته إجتماعي، ويعتمد على من حوله من أفراد عائلته وأصدقاؤه للحفاظ على صحته العقلية والعاطفية والجسدية، ولتخفيف التوتر إن كنت تمر بأوقات عصيبة.
وقد قال خبراء السعادة أنك ستشعر بالسعادة عندما يكون لديك عائلة، ونكون سعداء عندما يكون لدينا أصدقاء، ويبدو أن جميع لأشياء الأخرى التي نعتقد أنها تجعلنا سعداء ما هي إلا في الواقع مجرد طرق للحصول على المزيد من العائلة والأصدقاء، لذا في حين أن المال لا يشتري لك السعادة، فإن قضاء الوقت مع من تحبهم، هو دائمًا استثمار لا يقدر بمال!
4. عبر عن إمتنانك:
الامتنان هو تقدير أو شكر لما يتلقاه الفرد، سواء كان ملموسًا أو غير ملموس، مع الامتنان، يعترف الناس بالخير في حياتهم، في هذه العملية، يدرك الناس عادةً أن مصدر ذلك الخير يكمن جزئيًا على الأقل خارج أنفسهم، ومن الأشخاص حولهم سواء أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم، أو زملاء في العمل، أو أي شخص قد يتلقى منه معروفاً في حياته.
ولكن كيف للامتنان أن يصنع المعجزات؟ وهل الامتنان هو الطريق الذي سيأخذك إلى السعادة؟ للإجابة على هذه التساؤلات فإن في أبحاث علم النفس الإيجابي، يرتبط الامتنان بقوة وثباتًا بسعادة أكبر، ويساعد الامتنان الناس على الشعور بمشاعر أكثر إيجابية، والاستمتاع بالتجارب الفريدة في حياتهم، وتحسن من صحتهم، وتقويهم على التعامل مع الشدائد، وعلى بناء علاقات قوية.
ويؤكد علماء النفس والباحثون أن هناك علاقة قوية بين الامتنان والرفاهية، حيث أن الأشخاص الذين يبلغون عن شعورهم ويعبرون عن امتنانهم يتمتعون بمستوى أعلى من المشاعر الإيجابية مثل السعادة والتفاؤل والفرح، وفي الوقت نفسه، لديهم مستوى أقل من المشاعر السلبية مثل الغضب والضيق والاكتئاب، ولديهم مستوى عالٍ من الرضا عن الحياة، وعلاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعبرون عن امتنانهم لغيرهم، لديهم شعور أكبر بهدف في الحياة، ومزيد من التسامح و نوعية أفضل من العلاقات، وبالتأكيد سوف تجعلك سعيداً في حياتك، وستجعلك شخصًا أفضل، وأن تجعل الحياة أفضل لكل من حولك.
5. مارس التأمل:
يؤكد الباحثون وعلماء النفس أن التأمل يمكن أن يزيد من السعادة في الحياة، والدعم الاجتماعي و مدى الاهتمام مع تقليل الغضب والقلق والاكتئاب والتعب، وحتى من يمارسون التأمل بالتأكيد يشعرون بشعور جيد أثناء صلاتهم ويساعدهم في الخشوع فيها.
ولقد أصبح التأمل أحد أكثر الطرق شيوعًا لتخفيف التوتر بين الناس في جميع مناحي الحياة، فالتأمل والجلوس في وضع مريح وتصفية ذهنك، أو تركيز عقلك على فكرة واحدة وتنظيفها من جميع الأفكار الأخرى، يمكن للتأمل عندئذ أن يمحو ضغوط اليوم ويجلب معه السلام الداخلي، ويمكن أن يكون جزءًا من روتينك اليومي ويساعدك على مواجهة الإجهاد، ويمكن أن يكون أسلوبًا تستخدمه للتركيز عندما تتعرض للضغط العاطفي، أو أن يكون مسكنًا سريعًا للتوتر، ومساعدة جسمك للتخلص من التوتر ويمكنك من الاسترخاء الجسدي، ويمكن أيضًا استخدام التأمل لفقدان الوزن وتناول الطعام الصحي.
كما يمكنك من خلال تعلم تهدئة جسدك وعقلك، يجعلك تشعر بالتحسن والانتعاش والاستعداد لمواجهة تحديات يومك بسلوك صحي، مع الممارسة المنتظمة على مدار أسابيع أو شهور، بالتأكيد يمكنك الحصول على فوائد كبيرة، أهمها الفوائد العاطفية للتأمل، والتي تشمل اكتساب منظور جديد للمواقف العصيبة، وبناء المهارات لإدارة التوتر لديك، وزيادة الوعي الذاتي، والتركيز على الحاضر، وتقليل المشاعر السلبية، وزيادة الخيال والإبداع، وزيادة الصبر والتسامح.
6. أحصل على قسط كافٍ من النوم:
يعتبر النوم وظيفة أساسية يسمح لجسمك وعقلك من خلاله بإعادة نشاطك وتركيزك، مما يجعلك منتعشًا ويقظًا عند الاستيقاظ، ويساعد النوم الصحي الجسم أيضًا على البقاء بصحة جيدة ودرء الأمراض، لأن الإنسان بدون نوم كافٍ، لا يمكن للدماغ أن يعمل بشكل صحيح، مما ينعكس سلباً على قدراتك، وعلى تركيزك وتفكيرك بوضوح.
يحتاج معظم البالغين بين سبع وتسع ساعات من النوم ليلا، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى قدر أكبر من النوم، خاصة الأطفال من هم دون خمس سنوات من العمر، ويحتاج قلبك ليكون أكثر صحة وقوة إذا نمت ما بين 7 و 9 ساعات من النوم كل ليلة، بينما أثبتت الدراسات أنه عندما ينام الشخص أقل من 6 إلى 7 ساعات كل ليلة، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وهذا سبب كافٍ للحصول على قسط من النوم يومياً.
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعملون في فترات عمل متأخرة لديهم مخاطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي والقولون، ويعتقد الباحثون أن التعرض للضوء يقلل من مستويات الميلاتونين الذي يفرزه الجسم، ويُعتقد أن الميلاتونين، وهو هرمون ينظم دورة النوم والاستيقاظ، يقي من السرطان حيث يبدو أنه يثبط نمو الأورام.
لذا لكي تنام بشكل صحيح وفترة نوم كافية، تأكد أولاً من أن غرفة نومك مظلمة وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لمساعدة جسمك على إنتاج الميلاتونين الذي يحتاجه، فكما نعلم أن النوبات القلبية والسكتات الدماغية الأكثر احتمالا تحدث أثناء ساعات الصباح الباكر، والتي تتصل بعلاقة مباشرة بالأوعية الدموية، وقد ارتبطت قلة النوم بتفاقم ضغط الدم والكوليسترول، وهما عاملان خطران للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، لذلك يتوجب عليك ألا تمنعك جداول العمل، والضغوط اليومية، والبيئة المحيطة بك، من الحصول على قسط كافٍ من النوم.
إن كنت تشعر أنك لم تنم فترة نوم كفاية ليلاً، فالقيلولة طريقة جيدة لتعويض النوم المفقود، لكن إذا كنت تواجه صعوبة في النوم فإن القيلولة يمكن أن تجعل الأمور أسوأ، وحد القيلولة من 15 إلى 20 دقيقة في وقت مبكر من بعد الظهر، ومن المهم جدا لكي تنام نوماً صحياً وفترة نوم كافية، حارب النعاس بعد العشاء، إذا شعرت بالنعاس قبل موعد نومك، لا تستسلم للنوم، بل انزل عن سريرك أو عن الأريكة وافعل أي شيء، كأن تتصل بصديق مثلاً أو تجهز شيئاً للغد، أو أي عمل في البيت، لأنك ببساطة إذا استسلمت للنعاس، فقد تستيقظ في وقت لاحق من الليل وتجد صعوبة في العودة إلى النوم مرة أخرى.
وأخيراً يتوجب عليك تنظيم مواعد نومك، والسيطرة على جودة نومك، لأن قلة النوم تجعلك أكثر عرضة للتصرف بشكل غير أخلاقي، وعليك أن تعلم أن هناك أسباب كثيرة تجعلك تحافظ على نوم صحي وفترة نوم كافية، فالنوم يحافظ على صحة قلبك، و قد يساعد في منع السرطان، ويقلل من التوتر، ويقلل من الالتهابات، ويجعلك أكثر يقظة، ويحسن ذاكرتك، وقد يساعدك على إنقاص الوزن، ويقلل من خطر الاكتئاب، ويساعد الجسم على إصلاح نفسه، والقيلولة أيضاً تجعلك أكثر ذكاءً.
7. تحدى نفسك:
هل سبق لك أن تحديت نفسك؟ لأنك تشعر أن الحياة يجب أن تكون أكثر إثارة للاهتمام؟ هل تشعر بأنك بحاجة إلى إجراء تغيير جذري في روتين حياتك اليومي؟
كل شيء يبدأ معك، ويمكنك إكتشافه بنفسك، من خلال تحديك لنفسك، ولكن يصبح السؤال بعد ذلك؛ إذا كنت سأضع لنفسي تحديًا جديدًا كل يوم، فماذا أفعل؟ في الحقيقة الأمر لا يكون هكذا تمامًا، ولا يتوجب إخبارك بماذا تفعل، لكن السؤال الحقيقي هو ما الذي يمكنك أنت فعله؟ ما يمكن أن أفعل؟ كيف أتحدى نفسي بفعل أشياء خارجة عن روتين يومي المعتاد؟ وما الذي يمكنك فعله لجعل الحياة أكثر متعة، وأكثر إثارة؟
إن كنت تريد تغيير روتين حياتك اليومي، فعليك أن تكون صادقًا مع نفسك، وأن تكون واقعيًا مع نفسك، بشأن حياتك، وأهدافك، وعلاقاتك، وفي النهاية السعادة، وهل أنت فعلاً بحاجة إلى التغيير.
يمكنك اكتشاف المزيد عن نفسك وما تجيده، وتحسين معرفتك ومهاراتك في مواضيع مألوفة لديك ومعرفة المزيد عن الأشياء التي لا تجيدها، وقد يكون من الصعب تحفيز نفسك على اتخاذ خيارات جديدة خارجة عن المألوف، وبعيدة عن نمط حياتك اليومي المعتاد عليه، لذلك فإن تجربة شيء جديد وتحدياً جديداً لم تعتد على فعله في حياتك اليومية، يمكن أن يمنحك الدافع والتنوع الذي من شأنه تحسين صحتك العامة اعتمادًا على شخصيتك وتفضيلاتك الصحية واللياقة البدنية، والاستمرار والحفاظ على نمط حياة صحي.
تحدى نفسك بتعلم لغة أخرى يمكن ليبقي عقلك حادًا، قم بتكوين صداقات جديدة، وإقامة علاقات أفضل، تحدى نفسك وأغسل أسنانك مرتين في اليوم، فإن صحة الفم تلعب دورًا كبيرًا في الصحة العامة، أو تناول كمية إضافية من الخضار كل يوم، أو قم بحظر السكر من حياتك، لا تجلس وقتاً طويلاً على مكتبك، بل تحرك فهذا ليس صحياً لجسمك، أو أحصل على وقت كافي للنوم لا يقل عن 8 ساعات يومياً، فالحصول على قسط كافٍ من النوم هو أساس الصحة الجيدة، أو إن كان لديك درج في المنزل بإمكانك أن تصعد الدرج (صعودا وهبوطا)، فيعتبر صعود الدرج طريقة رائعة وممتازة لشد الجزء السفلي من الجسم، وتحدى نفسك بالمزيد من القراءة يومياً، فالقراءة يمكن أن تكون طريقة ممتازة لتوسيع عقلك وتقليل التوتر.
8. إضحك:
يقولون أن الضحك هو "أفضل دواء"، وهذه بالفعل حقيقة علمية بالتأكيد، فإن للضحك المرتبط بالفكاهة العديد من الفوائد الصحية، منها أن الضحك يبعدك عن التوتر الذي يعتبر أساس في ارتفاع ضغط الدم، وعامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وقد أظهرت الأبحاث أن الفوائد الصحية للضحك تبقى فوائدها على مدى بعيد، وأن الضحك يمكن أن يساعد في تخفيف الألم، وتحقيق المزيد من السعادة، وحتى زيادة المناعة، فالأشخاص الذين يستخدمون الفكاهة للتغلب على الإجهاد يتمتعون بجهاز مناعي أفضل، ويعيشون لفترة أطول، لذا فإن مجرد تذكر لحظات مضحكة مرت في حياتك يمكن أن تحسن مزاجك، وتبعدك عن التوتر.
وفي الحقيقة أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الأطفال الأصحاء قد يضحكون بما يصل إلى 400 مرة في اليوم، لكن البالغين يميلون إلى الضحك 15 مرة فقط في اليوم، لذلك فإن علم النفس الإيجابي يحدد 24 من نقاط القوة الي يمكن للمرء امتلاكها، وأعتبر أن الميل إلى الضحك وروح الدعابة أحد هذه النقاط.
ومن أهم فوائد الضحك، أن الضحك يقلل من الإجهاد، ويقلل من هرمونات التوتر، ويحسن صحة القلب، فالضحك تمرين رائع للقلب، خاصة لأولئك غير القادرين على القيام بأنشطة بدنية أخرى بسبب الإصابة أو المرض، فهو يجعل قلبك يضخ الدم ويحرق كمية من السعرات الحرارية في الساعة مماثلة للمشي بوتيرة بطيئة إلى معتدلة، والضحك يعزز وينشط الخلايا التائية وهي خلايا مناعية متخصصة في مساعدتك على محاربة المرض، والضحك يحفز إطلاق الإندورفين، وهو مسكن طبيعي للألم في الجسم، وتعتبر القدرة على الضحك بسهولة وبشكل متكرر هي مورد هائل للتغلب على مشكلاتنك اليومية في الحياة، وتعزز علاقاتك، وتدعم الصحة الجسدية والعاطفية لديك، وأفضل ما في الأمر أن هذا الدواء الثمين (الضحك) ممتع ومجاني وسهل الاستخدام.
9. إلمس شخص ما:
يؤكد الباحثون أن المعانقة وغيرها من اللمسات الشخصية يمكن أن تعزز هرمون يسمى الأوكسيتوسين أو كما يطلبق عليه "هرمون الحب"، وهو هرمون يتم إنتاجه في منطقة ما تحت المهاد ويتم إطلاقه أثناء العناق أو العلاقات الزوجية، ويمكن أن تؤدي المستويات العالية من الأوكسيتوسين إلى انخفاض هرمونات التوتر وانخفاض معدل ضربات القلب، وببساطة من خلال عملية العناق، يمكن لأدمغتنا أن تنتج مواد كيميائية مهدئة تساعدنا على الشعور بأمان أكبر وأقل تهديدًا على مدار اليوم.
ويمكن للمس والعناق أن يقلل من التوتر ويحسن من المزاج العام، وحتى أن العناق سجعلك أكثر سعادة، كما أن العلاقات الزوجية قد تساعد في منع النوبات القلبية و السرطان، وتحسين نظام المناعة الخاص بك.
فالمعانقة تفعل أكثر من مجرد شعورك بالرضا، وتظهر الأبحاث أن العناق قد يساعد أيضًا في تقليل التوتر وتقليل مخاطر القلق والاكتئاب والمرض، وقد يساعدك العناق أيضاً على الشفاء.
ومن فواشد العناق أو لمس شخص ما، يمكن للمعانقة أن تساعدك على تقليل الشعور بالوحدة، ويمكن أن تكون شكلاً من أشكال تخفيف الآلام، وأيضاً يمكن أن يؤدي العناق إلى خفض مستويات الكورتيزول لديك، وقد يجعلك العناق أقل توترا للتحدث في الأماكن العامة، ويحسن من أدائك البدني.
10. كن متفائلا:
التفاؤل هو النظر إلى جانب أكثر ملاءمة للأحداث وتوقع ببساطة أفضل نتيجة ممكنة في أي موقف، والتفاؤل يمكن أن يجعلك أكثر صحة، وأكثر سعادة، وهناك مقولة بأن "المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة"، في حين أن المتفائل يرى الفرصة في كل صعوبة.
المتفائل هو كل شخص لديه نظرة إيجابية للحياة، وهذا لا يعني ذلك بالضرورة أنك سعيد دائمًا أو أنك تحقق نجاحًا دائماً في حياتك، فالأشخاص المتفائلون هم أكثر التزامًا بأهدافهم، وأكثر نجاحًا في تحقيق أهدافهم، وهم أكثر رضا عن حياتهم، ويتمتعون بصحة عقلية وجسدية أفضل مقارنة بالأشخاص الأكثر تشاؤمًا.
بالتأكيد إن كنت متفائلاً، ستشعر بصحة أفضل، ويمكن للتفاؤل أن يجلب فوائد كبيرة، منها السعادة، والفرح ، والنشاط، وصحة أفضل، والتقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ونوم أفضل، ومرونة أكثر، وعلاقات أقوى.
وقد أظهر أكثر من 15 دراسة مع أكثر من 200000 مشارك أن فرصة أقل بنسبة 35٪ للإصابة بأمراض القلب وفرصة أقل بنسبة 14٪ للوفاة المبكرة لدى الأشخاص المتفائلين، كما أن الأشخاص المتفائلون يتمتعون أيضًا بنتائج أفضل بعد الجراحة، مع مضاعفات أقل تتطلب إعادة الدخول إلى المستشفى. وربما يكون هذا مرتبط بأن المتفائلين يتمتعون بمهارات أفضل في التأقلم عند التعامل مع التوتر والنكسات.