في كل يوم تقريبًا، يكشف المؤرخون وعلماء الآثار الكثير من أسرار الماضي، ولكن العديد من الألغاز التي حيرت الباحثين لعقود، لا زالت لم تحل للأن.
الموت إنه قريب جدًا منا ومن كل كائن حي، والموت لا مقر منه أبداً، والكثير من الناس تموت بطريقة أو أخرى، بدون أن اختيارهم، وهناك الكثير من قصص الموت بعضها أغرب من البعض الآخر، وأحياناً كثيرة يختار لنا القدر أكثر الطرق غرابة للموت.
نعم لا يزال الموت غامضاً بالنسبة للكثيرين، والكثير منا يرى الموت كمصيبة كبيرة وخطب جلل، فنحزن عليه ونبكي من أجله، ولكن الغريب في الموت أن هناك تلك الحالات النادرة التي تغلب فيها روح الدعابة السوداء علينا، وفي مواقف خاصة جدًا، نتعلم أن نرى الموت بوجه مختلف، وربما تسمح لنا هذه المواقف على الأقل بتعلم شيء ما من أخطاء الآخرين.
لقد وصل الناس إلى نهايات غريبة ومثيرة للسخرية ومحيرة تمامًا في الماضي - لكنك لم تسمع أبدًا بأي شيء مثل هذه القصص تمامًا. فيما يلي أغرب 10 حالات وفاة في التاريخ وأكثرها غرابة.
خلال القرون والعقود الماضية مات الكثير من الناس، وكان هناك بعض الوفيات التي نجدها ربما غير عادية، وربما مضحكة في نفس الوقت، أو على الأقل مثيرة للسخرية، قصص ربما تعد بمثابة حكايات تحذيرية، وبداعي الفضول هنا في هذه المقالة سنتحدث عن 10 من أكثر القصص ديمومة وأغربها عن حالات الوفاة والاختفاء الغامضة التي لا تزال تحير المؤرخين حتى يومنا هذا.
أغرب 10 حالات وفاة حدثت في التاريخ!
1. سقوط أبقار من السماء:
من أغرب حالات الوفاة التي حدثت في التاريخ، في ليلة من الليالي التي بدت عادية، كان هناك شخص يدعى "جواو ماريا دي سوزا" مستغرقاً في النوم على سريره، عندما سقطت بقرة فجأة عبر سقف منزله في كاراتينجا بالبرازيل وسحقته وقتلته على الفور.
وعلى ما يبدو أن البقرة صعدت إلى أعلى المنزل من جرف مرتفع خلفها مباشرة، وانهار السقف تحت ثقلها، وعلى الرغم من وفاة جواو، إلا أن زوجته التي كانت تنام إلى جواره على نفس السرير أيضاً نجت ولم تصب بأي مكروه، وخرجت البقرة من تلك الحادثة سالمة!!.
2. انتقام بعد الموت:
يحكى أنه كان هناك رجلاً نبيلًا يدعى "سيغورد إيستينسون" قد تحدى خصماً له يدعى "مايل بريجيت" في معركة فردية في نهاية القرن التاسع، وانتصر سيغورد إيستينسون وقام بقطع رأس خصمه "مايل بريجيت" ثم ربط سيغورد رأس عدوه الميت المقطوع بسرج حصانه، وانطلق في الطرقات، وأثناء الركوب خدشت أحد أسنان "مايل بريجيت" البارزة ساق سيجورد، مما تسبب في عدوى شديدة، وأصيب بسببها سيغورد بتسمم، وساءت حالته ومات بعد فترة قصيرة، وكانت على ما يبدو الضحكة الأخيرة في النهاية لـ مايل بريجيت.
3. طاعون الرقص:
من أغرب حالات الوفاة التي وقعت في التاريخ، الموت بسبب الرقص! هل تصدق شيء يدعى الرقص حتى الموت؟ إذا لم تكن قد سمعت بهذا، فأنت في المكان المناسب لتتعرف على هذه القصة، خلال العام 1518، ومن ستراسبورغ في شرقي فرنسا تحديداً، عندما بدأت فتاة بالرقص بحرارة في أحد شوارع ستراسبورغ، ثم تبعها العديد من النساء والرجال، حتى بدأ ما يصل إلى 400 شخص فجأة الرقص دون سبب واضح، ولم يتوقفوا لأيام، واستمروا في السير حتى انهاروا من التعب والإرهاق، ومات الكثير منهم بسبب السكتات الدماغية والنوبات القلبية، وربما كانت أنسب مقولة لهذه الحادثة هي هوس الرقص، أو طاعون الرقص، الذي عصف بأوروبا من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر، والذي أصاب الرجال والنساء وحتى الأطفال.
هذا الطاعون أو المرض الغامض، جعل الناس يرقصون على ما يبدو ضد إرادتهم، دون أن يتمكنوا من التوقف لأسابيع متتالية، وحتى يومنا هذا، لا زالت القضية برمتها غامضة و لم يتم تفسيرها.
4. دفاع ناجح، لكنه قاتل:
في القرن التاسع عشر، كان هناك محامٍ وسياسي أمريكي يُدعى "كليمان فالانديغام"، وكان زعيم فصيل ديمقراطي مناهض للحرب خلال الحرب الأهلية الأمريكية، وقد خدم فترتين في مجلس النواب الأمريكي، بل وترشح لمنصب حاكم ولاية أوهايو، لكنه خسر.
كان كليمان فالانديغام قد وكل للدفاع عن رجل متهم بارتكاب جريمة قتل، واعتمد دفاع فالانديغام على احتمال أن يكون الضحية قد أطلق النار على نفسه بطريق الخطأ وأن موكله بريء ولم يطلق النار عليه أبداً، لذلك، من أجل إثبات نظريته، ومن أجل اقناع المحكمة بها، أمسك فالانديغام بسلاح وأراد أن يُظهر للمحكمة كيف يمكن أن يكون الحادث تم خطأً، وغير متعمداً، وأثناء القيام بذلك، أطلق النار على نفسه بطريق الخطأ ومات، وبذلك أظهر فعلاً بنجاح كيف يمكن للضحية إطلاق النار على نفسه عن طريق الخطأ وبدون قصد، ومع وفاة فالانديغام، فقد اقتنعت المحكمة وتمت تبرئة موكله، في حين خسر هو حياته.
5. النافذة القاتلة:
مع حالة أخرى من أغرب حالات الوفاة التي حدثت في التاريخ، ومع محامي أخر شجاع، تروي لنا كتب التاريخ قصة محامي يدعى "جاري هوي" من تورنتو، هي أيضًا قصة أخرى غير عادية، أراد جاري هوي من خلال دفاعه في إحدى القضايا، إثبات أن الزجاج الموجود في نوافذ مكتب يقع في الطابق الرابع والعشرين من مركز تورنتو دومينيون، غير قابل للكسر، وليقنع الشهود ووكلاء النيابة بذلك، ومن خلال التأثير الدرامي، لم يلقِ كرسياً أو مطفأة حريق على النافذة لاختبار الزجاج، بل ألقى جاري هوي بنفسه مباشرة على النافذة، ولم ينكسر الزجاج بالفعل (مما أثبت وجهة نظره)، لكن لسوء حظه دفع ثقل وزنه النافذة حتى خرجت بأكملها من إطارها، مما أدى إلى سقوطه وموته.
6. النبوءة:
في زمن اليونان القديمة، كان هناك كاتب مسرحي من الكتاب العظماء يدعى "إسخيلوس"، كان أحد أعظم كتاب المسرح في التاريخ، وفي عام 458 قبل الميلاد، مات إسخيلوس عندما أسقط نسر سلحفاة عليه لأنه ظن أن رأسه الأصلع صخرة! كما أخبر المؤرخون.
تعود قصة إسخيلوس أنه كان خائفاً من نبوءة تقول إنه سيُقتل بجسم يسقط عليه، وليتجنب ذلك المصير، قرر أن يبقى في الهواء الطلق، وفي مساحات مفتوحة واسعة، حتى لا يسقط عليه شيء من الأعلى، وفي أحد الأيام بينما هو يتجول في الريف، إذ بنسر يحمل سلحفاء كبيرة، وظن النسر أن رأس إسخيلوس الأصلع صخرة يمكنه تحطيم درع السلحفاء عليها، فأسقط النسر فريسته على رأس إسخيلوس، مما أدى إلى مقتله.
7. الغرور القاتل:
في عام 1864، وخلال الحرب الأهلية الأمريكية، حدثت أغرب حالة وفاة مثيرة للسخرية، كان بطلها جنرال جيش الاتحاد جون سيدجويك، وهي أحد أكثر الوفيات غرابة في تاريخ الحرب.
كان الجنرال سيدجويك مع قواته في الخطوط الأمامية في معركة سبوتسيلفانيا كورت هاوس، وبينما هو مع قواته إذ تعرضوا لنيران قناصة الكونفدرالية في مايو 1864، وكان القناصة على بعد أكثر من 1000 يارده من قوات الجنرال، وكان من المعروف آنَذاك أن رصاصات القناصة لا تصل لهذا المدى، واستمرت رصاصات قناصة الكونفدرالية في التحليق فوق رؤوس جنود الاتحاد، مما جعل معظم الجنود وطاقم سيدجويك بالانحناء والاحتماء من الرصاص، بينما وقف الجنرال سيدجويك يسخر من الجنود لأنهم اختبئوا من الرصاص، وإفراطهم في الحذر، واستمر بالتجول بين الجنود، ويقول لهم: "لماذا تهربون هكذا؟" "لن يتمكنوا من ضربنا على هذه المسافة."، وما هو إلا وقت فصير حتى أصابت رصاصة قناص الجنرال سيدجويك في رأسه مباشرة، أدت إلى مقتله على الفور.
8. القانون الذي قتل صاحبه:
تروي لنا كتب التاريخ في القرن الخامس قبل الميلاد، قصة رجل يُدعى "تشارونداس" الذي كان يعمل في مجلس الهيئة التشريعية لمدينته فغي صقليه اليونانية، يقال أن تشارونداس خشى أن يستخدم أي شخص القوة لتهديد أعضائه ويمنعهم من إصدار تشريع غير عادل، فأقر مشروع قانون ينص على أن كل من يجلب سلاحاً إلى المجلس يجب إعدامه، لردع أي محاولة للتأثير على أعضاء المجلس بقوة السلاح.
في أحد الأيام، بعد مرور بعض الوقت على القانون، ذهب تشاروندا للصيد ومن ثم ذهب إلى مجلس الهيئة التشريعية ومعه سكين لا يزال مربوطًا بحزامه، والتي كان قد أخذها معه للصيد، وكان قد نسي تمامًا أنها ما زالت بحوزته، ونظرًا لأنه هو من أصر على سن هذا القانون، هو الآن من يجب أن يطالب بموته، فلم يرَ أخيراً أي خيار آخر سوى قتل نفسه.
9. مأساة برج ايفل:
كان الخياط الفرنسي فرانز ريتشيلت النمساوي المولد، معروفًا جيدًا ومخترعًا متحمسًا، كان يبيع تصميمات الأزياء خلال النهار، وخلال الليل يعمل على اختراعاته، أو في أوقات فراغه، وكان اختراعه الذي يعمل عليه ويعتبره مشروع حياته هو عبارة عن مظلة تسمح للأشخاص الهبوط بأمان من ارتفاعات متوسطة، وفي 4 فبراير 1912 قام بقفزة قاتلة أدت لمقتله على الفور.
بعد حصول فرانز على إذن من الشرطة الفرنسية لاختبار بدلة المظلة الجديدة التي قام باختراعها، من فوق المعلم التاريخي برج إيفل، إعتقدت الشرطة إنه سيستخدم دمية للتجربة، إلا أنه فاجأ الجماهير عندما أعلن أنه هو من سيقفز بالمظلة وليس دمية، فقد كان لديه قدر كبير من الثقة في اختراعه، لذلك، صعد البرج وارتدى المظلة وقفز، إلا أن الجهاز لم يعمل، وقُتل جراء سقوطه على الفور.
10. ماري ريسر، المرأة اللغز:
لغز موت امرأة حير المحققين 70 عاماً، بدون أن يتوصلوا لنتيجة! كانت هناك أرملة تدعى "ماري ريسر"، وتبلع من العمر 67 عاماً، وتعيش في سانت بيترسبرغ، في ولاية فلوريدا، وكانت تعيش بمفردها في المنزل.
في يوم الحادثة في 2 يوليو 1951 جاءت "بانسي كاربنتر" صاحبة المنزل التي تسكنه ماري وكانت تريد توصيل برقية لماري، وعندما لم تفتح ماري الباب، ووجدت كاربنتر أن مقبض الباب ساخن، اتصلت بالشرطة على الفور.
عند مجيء أفراد الشرطة قاموا بفتح باب الشقة ووجدوا مشهداً مروعاً، فقد تم احتراق جثة ماري ريسر بالكامل تقريباً، وما بقي من جسدها سوى أجزاء من العمود الفقري وجزء من جمجمتها، والأغرب في الحادثة أنه كانت هناك إحدى قدميها لم تمسها النار تماماً، وما زالت تلبس حذائها الأسود.
وفقاً للطب الجنائي فإن الجسم يحتاج من 3-4 ساعات للاحتراق بشكل كامل، عند درجة حرارة 2500 درجة على تلك الهيئة التي احترق فيها جسد ماري ريسر، وما أربك أفراد التحقيق كثيراً أن شقتها لم تتعرض لأي ضرر من الحريق وخالية نسبياً من الأضرار، وما زاد الأمر غرابة أكثر أن كومة من الصحف كانت بجوار الكرسي الذي كانت ماري تجلس عليه عندما احترق جسدها، وما زالت الصحف كما هي لم يصبها أي ضرر!
سادت وقتها نظرية الاحتراق الذاتي من الأطباء الجنائيين، بسبب الظروف الغريبة وغير المبررة لقضيتها، أنها سبب الحادثة، وفسروا ذلك بأن الاحتراق الذاتي يمكن أن يشب تلقائياً في جسد شخص ما، دون مسبب خارجي، ويمكن أن يسبب حروق بسيطة في الجلد ويمكن أن يؤدي للاحتراق الكامل، بسبب تفاعل كيميائي من داخل جسد الإنسان.
إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بهد تحليل رفاتها، استنتج أن ماري ريسر لم تحترق تلقائياً، وعوضاً عن ذلك أرجعوا السبب إلى السيجارة التي أشعلتها في يدها أثناء نومها على كرسيها، وأنها هي السبب في زوالها الناري، وأن الدهون في جسد ماري ريسر التي كانت تزن حوالي 80 كيلوا جرام، قد وفرت الوقود اللازم لاحتراق جسدها بهذا الشكل.
لكن التحقيقات لاحقاً والباحثين الفيزيائيين، من بينهم الباحث الشهير الدكتور ويلتون إم كروغمان، أستاذ الأنثروبولوجيا الفيزيائية بجامعة بنسلفانيا، أكدوا أنه من المستحيل أن يكون الحرق كامل بهذا الشكل بدون حرق الشقة وبدون احتراق الصحف بجوارها.
وظل النقاش والجدل حول سبب احتراقها التلقائي بهذا الشكل بين المشككين والمؤيدين، لما يقرب من 70 عاماً، وشيء واحد اتفقوا عليه جميعاً، أن مشهد جسد ماري ريسر المحترق لم يروا له مثيلاً في التاريخ، وإن بقايا ماري ريسر المتفحمة والمحترقة التي تم العثور عليها في شقتها التي لم تمسها النار نسبيًا تجعل قصتها واحدة من أكثر الوفيات التي شهدها التاريخ غرابة..