يقع اللب الداخلي للأرض على بعد حوالي 1800 ميل تحت أقدامنا، وهو عبارة عن كرة ساخنة كثيفة من الحديد الصلب تقريبا بحجم كوكب بلوتو القزم.
ويتغير دوران اللب الداخلي للأرض وفقا لدورة مدتها ست سنوات – دورة تغير أيضا طول اليوم – وفقا لدراسة الموجات الزلزالية.
ونظرا لاستحالة الملاحظة المباشرة، يضطر العلماء الذين يدرسون النواة الداخلية إلى اللجوء إلى تفسير القياسات غير المباشرة للتعرف على طبيعتها.
اقرأ ايضاً : “مسارات التكثّف”.. لماذا تنتج الطائرات آثارًا خلفها في السماء؟
وعلى الرغم من ذلك، فقد توسع فهمنا للب الداخلي للأرض بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث أظهر الجيولوجيون أن حركة اللب تغيرت بمرور الوقت.
وفي عام 1996، على سبيل المثال، اقترح الباحثون أولا أن اللب الداخلي يدور باتجاه الشرق أسرع من بقية الكوكب، بمعدل درجة واحدة تقريبا في السنة – وهي ظاهرة تُعرف باسم “الدوران الفائق”.
ومع ذلك، أشارت الأبحاث اللاحقة إلى أن هذا ربما كان مبالغة في التقدير.
وباستخدام تقنية جديدة، وجد الباحثون أن اللب الداخلي كان يدور بشكل أبطأ مما كان متوقعا في السابق، بمعدل 0.1 درجة تقريبا في السنة.
وفي دراستهم الجديدة، طبق الباحثون النهج نفسه على الموجات الزلزالية الناتجة عن زوج من اختبارات الأسلحة الذرية السابقة التي أجرتها الولايات المتحدة.
وأجريت هذه الاختبارات – التي أطلق عليها اسم “Milrow” و”Cannikin” – تحت جزيرة أمشيتكا، عند طرف أرخبيل ألاسكا، في عامي 1969 و1971 على التوالي.
وبقياس الموجات الزلزالية الانضغاطية الناتجة عن الانفجارات النووية، خلص الفريق إلى أن اللب الداخلي كان يدور في الاتجاه المعاكس بالنسبة لبقية الكوكب، “يدور جزئيا” بمقدار 0.1 درجة على الأقل كل عام.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد الفرضية القائلة بأن دوران القلب الداخلي يخضع لتذبذبات لمدة ست سنوات من خلال الملاحظات الزلزالية المباشرة.
وتعد التذبذبات اختلافات منتظمة حول نقطة مركزية – تشبه إلى حد كبير حركة البندول في ساعة طويلة.
وأوضح الباحثون أنه يمكن رؤية تحولات سطح الأرض مقارنة بجوهرها الداخلي، كما أكد الناس لمدة 20 عاما. ومع ذلك، تظهر الملاحظات الأخيرة أن اللب الداخلي كان أبطأ قليلا من 1969-1971 ثم تحرك في الاتجاه الآخر من 1971 إلى 1974.
اقرأ ايضاً : تقدر قيمته بنحو 26.9 نونيليون دولار.. كوكب “كانكري إي-55” المغطى بالألماس
ويتغير طول اليوم بمقدار 0.2 ثانية زائد أو ناقص على مدار كل ست سنوات – وهو تذبذب يقابله اختلافات في المجال المغناطيسي للأرض.
ونشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Science Advances.